لم يكن أكثر العاشقين لأتلتيكو مدريد الإسباني وهدافه دييغو كوستا يتوقع هذه الانطلاقة الاستثنائية للفريق الثاني في العاصمة المدريدية وماكينة أهدافها الإسبرازيلية (يحمل الجنسيتين البرازيلي والإسبانية) بعد أن تشارك أتلتيكو مع برشلونة على زعامة الدوري وتربّع كوستا على صدارة لائحة هدافي الليغا مع انتهاء المرحلة السابعة عشرة لبطولة هذا الموسم.
أتلتيكو مدريد سيدخل عطلة الشتاء وهو يشعر بالدفء إثر جمعه لـ46 نقطة وتسجيله 46 هدفاً بمعدل (2.7 هدف) في المباراة (شارك كوستا الذي فضّل الجنسية الإسبانية على البرازيلية بتسجيل 19)، كما أنّ فريق المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني تمكّن من التربع على صدارة مجموعته السابعة في دوري أبطال أوروبا جامعاً 16 نقطة ليواجه ميلان الإيطالي في 19 شباط/فبراير المقبل ضمن ذهاب دور الستة عشر للبطولة.
أرقام كوستا
مما لا يدع مجالاً للشك أنّ تألق كوستا كان عاملاً أساسياً في وصول أتلتيكو لما هو عليه هذا الموسم، فعندما يسجّل اللاعب أكثر من ثلث أهداف فريقه وبأكثر من معدل هدف في المباراة (1.11) وبنسبة هدف في كلّ 74.57 دقيقة فهو يعدّ بكلّ تأكيد أحد ركائز هذا الإنجاز الجزئي إن لم يكن المؤثر الأهم في صناعته.
الـ19 هدفاً في الدوري لكوستا جاء 9 منها في الشوط الأول و10 في الثاني، علماً أنّ 4 منها من ركلات جزاء، ومن المفارقات عدم تعرّض أتلتيكو للخسارة أو السقوط بفخ التعادل عندما يسجّل له كوستا الذي سجّل 5 ثنائيات كما تقسّمت أهدافه على 14 مباراة شارك فيها وهو لم يفشل بالتسجيل سوى في مباريات فياريال 1-1 وإسبانيول 0-1 وريال سوسيداد (2-1 لأتلتيكو)، وأتى 12 هدفاً من أهدافه بالقدم اليمنى و 6 بالقدم اليسرى وهدف بالرأس، وفي دوري الابطال سجّل 4 أهداف في ثلاث مباريات.
كوستا وزعامة أوروبا
السجل المبهر الذي وقّع عليه صاحب الـ25 عاماً جعله يتصدر لائحة الهدافين في أوروبا بالاشتراك مع الأوروغوياني لويس سواريز مهاجم ليفربول الإنكليزي ليتركا خلفهما العديد من النجوم الذين اعتادوا تزعّم لائحة هدافي الدوريات الأوروبية.
كوستا بـ19 هدفاً يمتلك 38 نقطة مع سواريز في صراع الفوز بجائزة الحذاء الذهبي الذي يمنح لأكثر اللاعبين تسجيلاً في الدوريات الأوروبية بنظام يعطي نقطتين لكلّ هدف في الدوريات الخمس الكبرى، ليأتي خلفهما البرتغالي كريستيانو رونالدو لاعب ريال مدريد بـ18 هدفاً.
ويأمل كوستا أن يعيد الجائزة الفردية لخزائن نجوم أتلتيكو بعد أن سبقه إليها الأوروغوياني المخضرم دييغو فورلان 2008-2009 ولكنها ستكون المرة الأولى التي يتوّج بها لاعب إسباني إن حدثت، وذلك في ظلّ عدم جدية أرقام اللاعبين الذين يتصدرون لائحة هدافي الدوريات الأخرى في المنافسة على الجائزة.
مدلّل سيميوني يتعملق على رموز أتلتيكو
اللاعب الذي يرتدي قميص أتلتيكو منذ 2010 زامل العديد من رموز الفريق السابقين وحتى أنّه تفوّق عليهم وعلى أسلافهم من الهدافين في السنوات العشرة الأخيرة، فاللاعب الذي لعب مع فورلان والأرجنتيني سيرجيو أغويرو والكولومبي راداميل فالكاو سجّل أكثر مما سجلوه حتى فترة الانتقالات الشتوية عندما كانوا مع أصحاب القمصان الحمراء والبيضاء، كما أنّ سجله جعله يتفوق رقمياً على فرناندو توريس أحد أبرز ملهمي أتلتيكو بالعقد الماضي.
ولعلّ الأمر المُلفت في إحصاءات كوستا يكمن بتسجيل كمٍّ من الأهداف لم يستطع توريس أو أغويرو أو فورلان أو فالكاو تسجيلها مع أنديتهم الحالية تشلسي ومانشستر سيتي الإنكليزيين إنترناسيونال البرازيلي وموناكو الفرنسي على التوالي.
الماتادور متلهف لماكينته التهديفية
بكلّ تأكيد يبدو أنّ فيسنتي دل بوسكي مدرب منتخب إسبانيا هو ثاني أكثر السعداء بأهداف كوستا (بعد سيميوني)، فالمدرب العجوز (63 عاماً) يمر بأزمة ثقة مع مهاجمي أبطال أمم أوروبا والعالم في الوقت الذي منحه به كوستا خياراً إضافياً بعد أن فضّل ارتداء قميص منتخب إسبانيا بالرغم من المحاولات البائسة التي قام بها أبناء السامبا لجلبه إلى ناحيتهم.
فتوريس (2) وروبرتو سولدادو (4) وفرناندو يورنتي (5) سجلوا سوياً 11 هدفاً هذا الموسم مع أنديتهم في الوقت الذي بدأ فيه ألفارو نيغريدو يجد نفسه مع مانشستر سيتي بسبعة أهداف ودافيد فيا مع أتلتيكو بثمانية أهداف مما يعتبر مؤشراً واضحاً على أنّ كوستا سيكون العنصر الأهم بالخط الأمامي للماتادور إذا ما استمر بذات الأداء إلى ما قبل كأس العالم 2014 في البرازيل.
ومع كلّ هذه المعطيات فإنّ الأحاديث التي تتناولها الصحف الإنكليزية عن احتمالات انتقال كوستا إلى أرسنال أو تشلسي على وجه الخصوص هي نتاج طبيعي لما يقدمه الإسباني هذا الموسم، خاصةً وأنّ معظم الأندية الطامحة للألقاب لا تجد صعوبة في فتح خزائنها لاقتناص هذه النوعية من اللاعبين، وهو ما يتماشى مع رغبة المدراء الفنيين في الاحتفاظ بهدافيهم بشتى الطرق